معلمة في كوريا

انا مدرسة طموحة بحب شغلي جدا وبحب الاطفال على مختلف اعمارهم.. بحب التعامل معاهم وبفهمهم وبيفهموني من نظرة عين، مش محتاجين لأي نوع من انواع العنف السائد في المدارس عشان نتفاهم
وحتى لو محتاجين! انا ضد العنف بكل انواعه مع الاطفال والمراهقين، يمكن عشان انا نفسي كنت بتعرض لعنف وانا صغيرة، انا كنت شاطرة بس كسولة ولعبية ودة كان زريعة اكبر للاهل والمدرسين انهم يشدوا علية عشان اتشطر وانسى الكسل، كنت بتضرب على ايدي كل يوم ، كنت حتى بتمد على رجلي ، ايوة والله مش مصدقين؟ كنت بتمد على رجلي فعلا، كانوا بيقلعونا الجزم في الفصل ويمدونا على رجلينا انا وزمايلي ولاد وبنات! مش بس في الفصل.. دة في الدرس والبيت والجامع،،، ايامنا كانت كدة.. اييييييه كانت ايام!
دلوقت بقى عندنا وعي وضمير وخلاص الضرب والمد والكلام الفاضي انا لا يمكن اعمله.. بقى انا ماصدقت خلصت من الاحساس المهين دة وبحمد ربنا اني كبرت ولا يمكن اتعرض للسخافات دي تاني اقوم انا اعملها في الولاد؟! لا يمكن طبعا

المهم عشان ماطولش عليكو،، كنت مقدمة على منحة دراسية تربوية تدريبية في كوريا عن طريق النت.. وفعلا اتقبلت قعدت احضر بقى للسفر واقوي اللغة الكورية واذاكر في الكورس اكتر عشان مابقاش تور الله فبرسيمه هناك

وحان موعد السفر وخلاص كله تمام وحضرت حاجتي وركبت طيارتي، ووصلت لكوريا! ايييييه دة!! اشي خيال يا ناس! بلد ماشية زي الساعة كل واحد عارف دوره وملتزم بيه! مافيش اي مجال لأي تهريج

قلت كويس اكيد هلاقي الطلبة بقى زي الفل ومش هتعب معاهم نهائي،، لكن يوم والتاني وفوجئت ان السيستم صعب علية انا! الطلبة هي اللي بتعاني من مواعيدي! مش عارفة ابقى زي الناس دي لسة! بصحى الصبح بالضالين وبنزل اقدم رجل واؤخر رجل.
يوم تأخير والتاني ولاقيت نفسي ماضية على انذارين بالغاء المنحة ورجوعي بلدي بخفي حنين! بعد كل المصاريف اللي صرفتها والزل اللي اتزليته عشان اهلي يوافقوا اسافر!
المهم قررت اتلم بقى واصحى فمعادي واروح شغلي زي البني ادمين وابطل الكسل اللي ملازمني من صغري دة واللي يامة انضربت واتمديت بسببه،، ولجل الحظ الهباب جالي برد حاد نيمني في السرير ماقدرتش اقوم!
قلت مش مشكلة الناس دي نضيفة وهتقدر ان البرد دة غلط الواحد ينزل بيه عشان على الاقل ماينشرهوش بين الطلبة يعني.
ورحت المعهد والابتسامة عريضة على وشي ومعايا جواب الدكتور وتمام، فوجئت بخبر عالباب اني مطلوبة في مكتب المدير ومش هروح على حصتي..
بدأ قلبي يدق!! رحت عالمكتب وانا عرقي مرقي دخلت شاورلي الاستاذ المدير بمنتهى الادب اني اتفضل بالجلوس، وبدأ يتكلم معايا في محاضرة طويلة عريضة عن الفرق بين دول العالم التالت والعالم الاول وان النظام والانضباط اللي ماشية عليه البلد مش جاي من فراغ (ماجاليش عين حتى اطلع الجواب المرضي اللي كنت رايحة بيه)، انتي تروحي على بلدك!!!!
او....
اعرض عليكي فرصة اخيرة لأني فعلا معجب بشغلك وبعلاقتك بالطلبة
تاخدي العقاب المتعارف عليه للمقصرين في البلد دي مع وعد منك برضه بالالتزام والا الطرد المرة الجاية.

فرحت جدا بكلامه! وقلت يللا خير، اتعاقب ومالو؟! آخدلي انذار يتحط في ملفي او انقص درجتين او يتخصم من مصروف الجيب الشهري بتاعي مش مشكلة احسن ما ارجع على بلدي زي خيبتها.. ووافقت اتعاقب زي نظام البلد وزي ما اهلها متعودين على كلام مديري..

وسمعت منه جملة شبهت عليها لوهلة وفثانية كان اصابني الزهول! : اقلعي الجزمة
:o : O
ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ورجعت قلت فنفسي ايه الهبل دة؟! مالك مخضوضة ليه؟! هيمدك على رجليكي يعني؟! بطلي هبل احنا مش في مصر ولا انتي طفلة خلاص فوقي
ولاقيته مطلع مسطرة خشب كدة عريضة من درجه!
اقلع الجزمة يعني ايه وليه؟!
وبدأ يفهمني بكل بساطة ان انا لازم امد رجلي على الترابيزة الصغيرة اللي قدام المكتب عشان آخد عقابي!!!

تنحت! كل علق المد اللي كلتها وانا صغيرة جت في بالي! وللا الفلكة اللي اتعلقت عليها فبيت جدي!
يانهار اسود!!! دة عايز يمدني فعلا!!! انا اتمد؟؟؟ تاني؟! بعد العمر دة كله؟! اتمد وانا كبيرة كدة ومدرسة؟!
هو المد دة ايه؟ مكتوب علية؟! عمري ما هخلص منه ابدا؟؟؟
وبعد حواري مع نفسي.. وبعد تخيلي لمصيري لو اتطردت ورجعت زي ما رحت
وبعد الصرامة والحزم اللي فعينيه وهو واقف قدام رجلي رافع مسطرته ومستنيني اقلع جزمتي وشرابي...
قلعت الجزمة ومديت رجلي على الترابيزة وانا بترعش من الخضة والزهول والزل!
ونزلت اول مسطرة على رجليا فوقتني من زهولي ونقلتني للالم والحسرة.. حركت رجلي وكتمت الصرخة، وبدأ بهدوء يشرحلي ان ماينفعش صوت يطلع والطلبة في الكوريدور برة، واني لو حركت رجلي هيضطر يجيب عمال يمسكوا رجليا!!!!!!!! قال ايه دة عادي ومش محرج، دة نظام متعارف عليه!!!!!
ومديت رجلي تاني وانضربت تلاتين عصاية ورا بعض، وانا ماسكة نفسي من العياط ومثبتة رجلي و بدعكهم في بعض جامد وبحاول استحمل الوجع اللي بقالي سنين مادقتوش واللي عمري برضه ماكنت نسيته، وكل ما افرك في رجلي يستناني لما اثبتها واضمها على بعضها تاني عشان يديني العصاية اللي بعدها ( فكرني بالشيخة فاطمة اللي كانت بتحفظني القرآن في الجامع.. كانت بتمدني بنفس الطريقة بس كنا كلنا قاعدين عالارض)

وبعد ما مدني وخلص شغله اللي شكله متعود عليه، رجع لمكتبه بهدوء وحط مسطرته في درجه وقال لي تقدري تلبسي الجزمة وتتفضلي على شغلك،، لبست جزمتي وخرجت من عنده وانا رجلي منملة وبتزن من الوجع وبحاول اظبط مشيتي من غير ما اعرج والدمعة بتفر من عيني.. ومحرجة موت وحاسة ان الناس كلها بتبص لرجلي، كنت حاسة ان كل طالب وزميل شافني وانا خارجة عارف اني اتمديت في مكتب المدير

لكن من ساعتها حرمت اتأخر وكل ما افتكر العلقة والزل اللي اتزليته في سني دة، انط من عالسرير وانزل شغلي جري،، انا كدة طول عمري.. ماكنتش ببطل كسل واعمل الواجب اللي علية غير لما اتمد.