كانت جميلة.. خفيفة الظل، تتميز بحزم وحسم وفي نفس الوقت حنان ورقة قلب، في اوائل الخمسينات من عمرها
كانت منتقبة لكن طبعا كنا نرى وجهها في مصلى السيدات، ملامحها كانت خير معبر عن شخصيتها، وكنت قد اعتدت ان اقضي اوقات فراغي في المسجد بعد انتهاء محاضراتي الجامعية، أصلي واحضر الخطب ودروس التجويد، كانت الشيخة فاطمة هي مديرة المكان ويعمل تحت يديها بنات وسيدات اقل خبرة وعلما منها تدربهم لتحفيظ رواد الجامع من السيدات وتعليمهن لتجويد القرآن.
وكانت شيماء من نصيبي حيث طلبت منها الشيخ فاطمة في اول ذهابي للمسجد ان تتولى امر تدريسي التجويد ومتابعتي في الحفظ والتسميع، شيماء كانت طيبة جدا، خمرية البشرة ونحيفة ذات صوت مهزوز نوعا ومنخفض دائما.. وكانت قد بدأت تنشأ بيننا صداقة ونتحدث تليفونيا ونخرج سويا للغداء بعد الدرس
كنت احفظ منها واردد ورائها واسألها احيانا عن معاني الكلمات، كانت تجيب اذا عرفت الاجابة او تذهب للشيخة فاطمة تسألها لو الاجابة عصت عليها.
في يوم سألتها : ليه ما يكونش معاكي تفاسير ومعاجم تجاوبيني منها بدل ما نعطل الشيخة؟
وكان ردها: لا الشيخة فاطمة ما تحبش كدة، دي امانة وانا الحاجة اللي مافهمش فيها ماعملهاش، والا اتعاقب في الدنيا والآخرة.. الشيخة فاطمة طيبة ايوة انما زعلها وحش خصوصا فيما يتعلق بالامانة، انتي عايزاها تعلقني من رجلي؟
انا في ذهول: تعلقك ازاي يعني؟
فأجابت بابتسامة خجولة: شايفة الخشبة العريضة اللي هناك دي؟ دي الفلكة اللي بنتمد عليها لما نغلط غلطة زي دي، في آخر اليوم بعد صلاة العشاء الباب بيتقفل واللي غلطت بتتحاسب، تنام عالارض وتمد رجليها الاتنين في الفلكة واتنين مننا يمسكوا الفلكة والشيخة فاطمة تعاقبها على رجليها بالخرزانة.
انا: يا نهار اسود!!! الشيخة فاطمة بتمدكم على رجليكم؟ معقول؟؟ ايه لعب العيال دة؟؟
قالت لي: انتي فاهمة الدنيا غلط، الضرب مش بس للعيال الضرب للي يغلط، واحنا بنحب الشيخة فاطمة والشغل هنا مجدي مادياً غير كمان انه ثواب كبير، وهي بتخيرنا اول مابنيجي نقدم عالشغل، وبتقول لنا اللي يغلط او يشتغل من غير ضمير، انا بمد زي مشايخ ومطوعين زمان، اللي مش عايزة تتمد تخلي بالها وماتغلطش، وكدة كدة مافيش عقاب للجدد لحد 3 شهور، من بعد ال 3 شهور الاولى الغلطة بعلقة في الفلكة على طول
اللي موافق اهلا وسهلا واللي مش موافق بيمشي
سألتها وانا لازلت مذهولة: طيب والاهانة؟ وكرامتك؟
ردت: العقاب بيمشي على الجميع، مافيش واحدة من المحفظات اللي قدامك دول ماتمدتش على رجليها من الشيخة فاطمة، وكلنا بنحبها وبنحترمها، وكرامتنا محفوظة مادام الباب مقفول علينا، وعقاب الدنيا بيخفف من عقاب الآخرة كمان على فكرة.
ثم انتبهت شيماء فجأة وكأنما قرصها ثعبان: شفتي بقى آخرة الرغي؟؟ اهي الشيخة فاطمة شافتني، انا كدة هتمد آخر اليوم، منك لله.. اتفضلي سمعي الجزء اللي عليكي النهاردة من فضلك
وبدأت في التسميع لكن دون تركيز اذ تشتت ذهني بتخيل صورة الفلكة والشيخة فاطمة وهي بتمد البنات، وكنت فعلا مذهولة ان هذا مازال يحدث وفي الحضر لا الريف ولبنات كبيرات اعمارهن ما بين العشرينات والثلاثينات
فقاطعتني شيماء: ايه العك دة؟ يا بنتي التحريف في كلام ربنا دة تاخدي عليه ذنوب.. ركزي وبلاش دلع ربنا يهديكي
انا: ذنوب؟؟؟ استغفر الله العظيم، طيب انا فعلا مش مركزة دلوقت، بلاش النهاردة
وفعلا لاغينا الدرس
وذهبت للشيخة فاطمة اشكو لها قلة تركيزي وقدرتي على الحفظ في العموم، ثم حاولت ان المح ان شيماء تبذل قصارى جهدها معي واني انا من يشتت الدرس واتجاذب اطراف الحديث معها (علني انقذ قدميها المسكينتان من علقة اليوم)
ردت علي الشيخة فاطمة ببشاشة وجهها المعتادة: الحفظ في الكبر بيكون اصعب بكتير من الحفظ لطفل صغير، الطفل بيكون مخه حاضر وبيبقى صفحة بيضا سهل نملاها، ولو حتى صعب فالفلكة بتقوم بالواجب، انما الكبير بقى نعمل معاه ايه عشان يحفظ؟ آنسة زيك كدة نحفظها بالعافية؟ نمدها على رجليها؟ ههههههه
وضحكت انا ايضا وانا في قمة الاحراج، فلطالما كانت فكرتي عن الفلكة انها عقاب للصغار فقط ولم اشاهدها ابدا الا في التلفاز ولم يحدث ابدا في يوم ان انضربت على قدمي.
بدأت الفكرة تلعب برأسي، شيء ما يشدني ان اخوض هذه التجربة، وبالمرة تساعدني على الحفظ، ولما لا اجرب؟
انا (ضاحكة محاولة ان اخفي خجلي ) : ههههههه دانا عمري ماتمديت وانا صغيرة هتمد وانا كبيرة؟
الشيخة فاطمة ضاحكة: ماهو عشان عمرك ماتمديتي مش عارفة تحفظي
انا: على فكرة انا ممكن اعمل اي حاجة عشان احفظ وآخد ثواب الحفظ
الشيخة فاطمة مبتسمة : بارك الله فيكي، خلاص اعملي حسابك.. يوم ما تيجي مش حافظة همدك بنفسي على الفلكة ، اظن التهديد دة لوحده يخليكي تحفظي هههههه
هي كانت متخيلة اني امزح، او لم اعني ما قلت، لم تكن جادة ولم يكن في نيتها مدي على قدمي طبعا، لكن انا كنت اعلم اني لن اتنازل عن تقديم قدماي للفلكة هدية لو لم افلح في الحفظ هذه المرة، واجتهدت بشدة في الحفظ رعباً من فكرة ان تنهال الخرزانة على قدمي
حكيت كل ما حدث لشيماء في التليفون في المساء، وضحكنا كثيرا ونحن نتخيل منظري وانا ممدودة في الفلكة اصرخ واقول "حرمت خلاص هحفظ" كما اطفال الكتاتيب ( هي ايضا لم تكن تعلم بأني جادة وانوي ان اعاقَب فعلا) ، وكانت شيماء بدورها قد نالت عقابها وقدميها تلهبها لكن بدون تورم او كدمات كما قالت لي حين سألتها.
قضيت الليل كله احفظ السورة وذهبت اليوم التالي الى الجامع -بعد انتهاء محاضرات الجامعة- لصلاة المغرب ثم الدرس، وجلست وشيماء في محاولة فاشلة تماما للتسميع، ولا اعلم هل انا احفظ لكن اثناء التسميع انسى وارتبك؟ ام ان السورة لا تثبت من الاصل؟
فقالت لي شيماء: والله انتي الظاهر عايزة تتمدي فعلا مافيش فايدة فيكي، ننادي عالشيخة فاطمة تمدك بقى دلوقت؟ ههههههه
قلت لها وانا اضحك حرجاً: الظاهر لازم اجرب موضوع المد على رجلي دة فعلا، مين عارف يمكن يكون بيحفظ فعلا ويجيب نتيجة، بس اعمل ايه؟ هروح اقول لها مديني؟ مش ممكن طبعا
شيماء( وزي ماتكون ما صدقت): طيب استني انا هقول لها!!
وقامت دون ان تنتظر ردي حتى!
ورجعت وكأنها تزف الي خبر فرحي مثلا!
شيماء: خلاص ابسطي، آخر اليوم هتستني معانا، نمدك انتي الاول، وبعدين الشيخة تحاسبنا لما انتي تمشي!
لم اصدق ما سمعت! ظننتها تمزح، نظرت للشيخة فاطمة احاول ان افهم هل فعلا حدث اتفاق بينها وبين شيماء على مدي على قدمي؟! فأومئت لي باسمة من بعيد!
صلينا العشاء جماعة وانصرف الناس واغلق الباب، ثم نادت علي الشيخة فاطمة..
هي: انا وافقت امدك على رجلك عشان انا عارفة ان الفلكة بتجيب نتيجة فعلا، وانك فعلا هتركزي، كلنا حفظنا كدة.. اللي قدامك دي رجليها كانت بتورم وهي صغيرة عشان تحفظ، سيدنا في الكتاب بقى ماكانش بيرحم، ويامة مدني على رجلي وورمهالي، بس انا بقى حنينة ما بورمش رجلين بناتي،
وابتسمت في حنان وصاحت: هاتولي الخيرزانة!
بينما جاءت واحدة من المحفظات بالفلكة وجائت اخرى:
" اقعدي عالارض واقلعي الشراب ومدي رجليكي"
كنت ارتدي العباءة وتحتها البنطال كعادتي ،، جلست وانا ارتعد وخلعت جواربي وارجلي فعلا ترتعشان.. وجائتا البنتان امسكتا بقدمي وادخلاها في الفلكة ولفوها ورفعوها لأعلى، لأجد نفسي نائمة بعد ان كنت اجلس
وجاءت الشيخة فاطمة بالخيزرانة لتضربني على قدمي لأول مرة في حياتي، لسعة غريبة، كهرباء تسري في جسدي كله، وانهالت بعدها الضربات ضربة تلو الاخرى وقدمي تنكمش وافركهما ببعض من "لسوعة" الخيزرانة
تلقيت عدد من الضربات لا اذكره، لا اذكر سوى زنة وحكة في قدمي ووخز والم اعاقني عن الوقوف على قدمي للوهلة الاولى بعد ان نزلت من على الفلكة.
طبطبت عليّ شيماء وانا اتألم خجلة، استندت عليها لحد الباب، اخذت حذائي وانصرفت للبيت وانا انظر الى اهلي في ارتباك( ممدودة على رجلي وخايفة يبان علية حاجة)
ومرت الايام وانا احاول ان احفظ.. لكن ايضا... دون جدوى
كانت منتقبة لكن طبعا كنا نرى وجهها في مصلى السيدات، ملامحها كانت خير معبر عن شخصيتها، وكنت قد اعتدت ان اقضي اوقات فراغي في المسجد بعد انتهاء محاضراتي الجامعية، أصلي واحضر الخطب ودروس التجويد، كانت الشيخة فاطمة هي مديرة المكان ويعمل تحت يديها بنات وسيدات اقل خبرة وعلما منها تدربهم لتحفيظ رواد الجامع من السيدات وتعليمهن لتجويد القرآن.
وكانت شيماء من نصيبي حيث طلبت منها الشيخ فاطمة في اول ذهابي للمسجد ان تتولى امر تدريسي التجويد ومتابعتي في الحفظ والتسميع، شيماء كانت طيبة جدا، خمرية البشرة ونحيفة ذات صوت مهزوز نوعا ومنخفض دائما.. وكانت قد بدأت تنشأ بيننا صداقة ونتحدث تليفونيا ونخرج سويا للغداء بعد الدرس
كنت احفظ منها واردد ورائها واسألها احيانا عن معاني الكلمات، كانت تجيب اذا عرفت الاجابة او تذهب للشيخة فاطمة تسألها لو الاجابة عصت عليها.
في يوم سألتها : ليه ما يكونش معاكي تفاسير ومعاجم تجاوبيني منها بدل ما نعطل الشيخة؟
وكان ردها: لا الشيخة فاطمة ما تحبش كدة، دي امانة وانا الحاجة اللي مافهمش فيها ماعملهاش، والا اتعاقب في الدنيا والآخرة.. الشيخة فاطمة طيبة ايوة انما زعلها وحش خصوصا فيما يتعلق بالامانة، انتي عايزاها تعلقني من رجلي؟
انا في ذهول: تعلقك ازاي يعني؟
فأجابت بابتسامة خجولة: شايفة الخشبة العريضة اللي هناك دي؟ دي الفلكة اللي بنتمد عليها لما نغلط غلطة زي دي، في آخر اليوم بعد صلاة العشاء الباب بيتقفل واللي غلطت بتتحاسب، تنام عالارض وتمد رجليها الاتنين في الفلكة واتنين مننا يمسكوا الفلكة والشيخة فاطمة تعاقبها على رجليها بالخرزانة.
انا: يا نهار اسود!!! الشيخة فاطمة بتمدكم على رجليكم؟ معقول؟؟ ايه لعب العيال دة؟؟
قالت لي: انتي فاهمة الدنيا غلط، الضرب مش بس للعيال الضرب للي يغلط، واحنا بنحب الشيخة فاطمة والشغل هنا مجدي مادياً غير كمان انه ثواب كبير، وهي بتخيرنا اول مابنيجي نقدم عالشغل، وبتقول لنا اللي يغلط او يشتغل من غير ضمير، انا بمد زي مشايخ ومطوعين زمان، اللي مش عايزة تتمد تخلي بالها وماتغلطش، وكدة كدة مافيش عقاب للجدد لحد 3 شهور، من بعد ال 3 شهور الاولى الغلطة بعلقة في الفلكة على طول
اللي موافق اهلا وسهلا واللي مش موافق بيمشي
سألتها وانا لازلت مذهولة: طيب والاهانة؟ وكرامتك؟
ردت: العقاب بيمشي على الجميع، مافيش واحدة من المحفظات اللي قدامك دول ماتمدتش على رجليها من الشيخة فاطمة، وكلنا بنحبها وبنحترمها، وكرامتنا محفوظة مادام الباب مقفول علينا، وعقاب الدنيا بيخفف من عقاب الآخرة كمان على فكرة.
ثم انتبهت شيماء فجأة وكأنما قرصها ثعبان: شفتي بقى آخرة الرغي؟؟ اهي الشيخة فاطمة شافتني، انا كدة هتمد آخر اليوم، منك لله.. اتفضلي سمعي الجزء اللي عليكي النهاردة من فضلك
وبدأت في التسميع لكن دون تركيز اذ تشتت ذهني بتخيل صورة الفلكة والشيخة فاطمة وهي بتمد البنات، وكنت فعلا مذهولة ان هذا مازال يحدث وفي الحضر لا الريف ولبنات كبيرات اعمارهن ما بين العشرينات والثلاثينات
فقاطعتني شيماء: ايه العك دة؟ يا بنتي التحريف في كلام ربنا دة تاخدي عليه ذنوب.. ركزي وبلاش دلع ربنا يهديكي
انا: ذنوب؟؟؟ استغفر الله العظيم، طيب انا فعلا مش مركزة دلوقت، بلاش النهاردة
وفعلا لاغينا الدرس
وذهبت للشيخة فاطمة اشكو لها قلة تركيزي وقدرتي على الحفظ في العموم، ثم حاولت ان المح ان شيماء تبذل قصارى جهدها معي واني انا من يشتت الدرس واتجاذب اطراف الحديث معها (علني انقذ قدميها المسكينتان من علقة اليوم)
ردت علي الشيخة فاطمة ببشاشة وجهها المعتادة: الحفظ في الكبر بيكون اصعب بكتير من الحفظ لطفل صغير، الطفل بيكون مخه حاضر وبيبقى صفحة بيضا سهل نملاها، ولو حتى صعب فالفلكة بتقوم بالواجب، انما الكبير بقى نعمل معاه ايه عشان يحفظ؟ آنسة زيك كدة نحفظها بالعافية؟ نمدها على رجليها؟ ههههههه
وضحكت انا ايضا وانا في قمة الاحراج، فلطالما كانت فكرتي عن الفلكة انها عقاب للصغار فقط ولم اشاهدها ابدا الا في التلفاز ولم يحدث ابدا في يوم ان انضربت على قدمي.
بدأت الفكرة تلعب برأسي، شيء ما يشدني ان اخوض هذه التجربة، وبالمرة تساعدني على الحفظ، ولما لا اجرب؟
انا (ضاحكة محاولة ان اخفي خجلي ) : ههههههه دانا عمري ماتمديت وانا صغيرة هتمد وانا كبيرة؟
الشيخة فاطمة ضاحكة: ماهو عشان عمرك ماتمديتي مش عارفة تحفظي
انا: على فكرة انا ممكن اعمل اي حاجة عشان احفظ وآخد ثواب الحفظ
الشيخة فاطمة مبتسمة : بارك الله فيكي، خلاص اعملي حسابك.. يوم ما تيجي مش حافظة همدك بنفسي على الفلكة ، اظن التهديد دة لوحده يخليكي تحفظي هههههه
هي كانت متخيلة اني امزح، او لم اعني ما قلت، لم تكن جادة ولم يكن في نيتها مدي على قدمي طبعا، لكن انا كنت اعلم اني لن اتنازل عن تقديم قدماي للفلكة هدية لو لم افلح في الحفظ هذه المرة، واجتهدت بشدة في الحفظ رعباً من فكرة ان تنهال الخرزانة على قدمي
حكيت كل ما حدث لشيماء في التليفون في المساء، وضحكنا كثيرا ونحن نتخيل منظري وانا ممدودة في الفلكة اصرخ واقول "حرمت خلاص هحفظ" كما اطفال الكتاتيب ( هي ايضا لم تكن تعلم بأني جادة وانوي ان اعاقَب فعلا) ، وكانت شيماء بدورها قد نالت عقابها وقدميها تلهبها لكن بدون تورم او كدمات كما قالت لي حين سألتها.
قضيت الليل كله احفظ السورة وذهبت اليوم التالي الى الجامع -بعد انتهاء محاضرات الجامعة- لصلاة المغرب ثم الدرس، وجلست وشيماء في محاولة فاشلة تماما للتسميع، ولا اعلم هل انا احفظ لكن اثناء التسميع انسى وارتبك؟ ام ان السورة لا تثبت من الاصل؟
فقالت لي شيماء: والله انتي الظاهر عايزة تتمدي فعلا مافيش فايدة فيكي، ننادي عالشيخة فاطمة تمدك بقى دلوقت؟ ههههههه
قلت لها وانا اضحك حرجاً: الظاهر لازم اجرب موضوع المد على رجلي دة فعلا، مين عارف يمكن يكون بيحفظ فعلا ويجيب نتيجة، بس اعمل ايه؟ هروح اقول لها مديني؟ مش ممكن طبعا
شيماء( وزي ماتكون ما صدقت): طيب استني انا هقول لها!!
وقامت دون ان تنتظر ردي حتى!
ورجعت وكأنها تزف الي خبر فرحي مثلا!
شيماء: خلاص ابسطي، آخر اليوم هتستني معانا، نمدك انتي الاول، وبعدين الشيخة تحاسبنا لما انتي تمشي!
لم اصدق ما سمعت! ظننتها تمزح، نظرت للشيخة فاطمة احاول ان افهم هل فعلا حدث اتفاق بينها وبين شيماء على مدي على قدمي؟! فأومئت لي باسمة من بعيد!
صلينا العشاء جماعة وانصرف الناس واغلق الباب، ثم نادت علي الشيخة فاطمة..
هي: انا وافقت امدك على رجلك عشان انا عارفة ان الفلكة بتجيب نتيجة فعلا، وانك فعلا هتركزي، كلنا حفظنا كدة.. اللي قدامك دي رجليها كانت بتورم وهي صغيرة عشان تحفظ، سيدنا في الكتاب بقى ماكانش بيرحم، ويامة مدني على رجلي وورمهالي، بس انا بقى حنينة ما بورمش رجلين بناتي،
وابتسمت في حنان وصاحت: هاتولي الخيرزانة!
بينما جاءت واحدة من المحفظات بالفلكة وجائت اخرى:
" اقعدي عالارض واقلعي الشراب ومدي رجليكي"
كنت ارتدي العباءة وتحتها البنطال كعادتي ،، جلست وانا ارتعد وخلعت جواربي وارجلي فعلا ترتعشان.. وجائتا البنتان امسكتا بقدمي وادخلاها في الفلكة ولفوها ورفعوها لأعلى، لأجد نفسي نائمة بعد ان كنت اجلس
وجاءت الشيخة فاطمة بالخيزرانة لتضربني على قدمي لأول مرة في حياتي، لسعة غريبة، كهرباء تسري في جسدي كله، وانهالت بعدها الضربات ضربة تلو الاخرى وقدمي تنكمش وافركهما ببعض من "لسوعة" الخيزرانة
تلقيت عدد من الضربات لا اذكره، لا اذكر سوى زنة وحكة في قدمي ووخز والم اعاقني عن الوقوف على قدمي للوهلة الاولى بعد ان نزلت من على الفلكة.
طبطبت عليّ شيماء وانا اتألم خجلة، استندت عليها لحد الباب، اخذت حذائي وانصرفت للبيت وانا انظر الى اهلي في ارتباك( ممدودة على رجلي وخايفة يبان علية حاجة)
ومرت الايام وانا احاول ان احفظ.. لكن ايضا... دون جدوى